14‏/12‏/2009

لا تقسو على نفس


أستغرب من الإنسان الذي لايتقبل كلمة تفوه بها عزيز دون قصد، و قد تؤدي به هذه الكلمة إلى قطيعة ما بعدها قطيعة قد تمتد لسنوات مع ذلك الشخص، بحجة أن تلك الكلمة فيها إهانة له و جرح لشعوره، و في ذات الوقت يسمح لنفسه بأن يهين نفسه في اليوم عشرات المرات، و يحط من قدرها، و يحقر من إنجازاتها، و يسيء معاملتها، يقسو عليها من خلال حوار سلبي دائم مع نفسه طوال اليوم، رغم ذلك لا يهز فيه هذا الحديث شعرة واحده، تماما كما وصفت بطلةThe Theft للأديبة الأمريكية Katharine A. Porter وضعها عندما أعاد لها اللص حقيبتها المفقودة و قد كانت السيدة عاهرة طوال حياتها (كنت محقة عندما أدركت بأن اللص الوحيد الذي علي أن أخافه هو نفسي التي جردتني من كل شيء).
البعض منا يقسو على نفسه عندما يضع لها توقعات كبيرة، و طلبات أكبر، بالتالي لا يعترفون بنجاحاتهم مهما عظمت، و كلا النوعين ظالم لنفسه، قاس عليها..
ثم يأتيك النوع الثالث الذي يقضي جل عمره ساعيا لإسعاد الآخرين و إرضائهم على حساب صحته، و رغباته و طموحاته، ليجد نفسه في نهاية المشوار قد خسر كل شيء حتى الذين ضحى بحياته من أجلهم، كما وضعها Nathaniel Hawthorne
(أي كهف أشد ظلمة من قلب الإنسان، و اي سجان أقسى عليه من نفسه)

هناك 3 تعليقات:

Yousef يقول...

لا فظ فوهكي
الله يوفقك دنيا واخرة
وبصراحه اهتر نفسي من النوع الاخير
وجالس احاول اغير من هذا النوع

رذاذ المطر يقول...

صدقت
بارك الله فيك
وما أجمل كلمة تقال
وفيها نصيحة وبعد عن
خطأ سلكناه دون شعوور

يسر الله لك

Unknown يقول...

رذاذك أجمل يا خوله، سعت بمروري به، وفقك الله