عندما يأس الفلاح من أن ينقذ حصانه العجوز الذي سقط في البئر إهتدى إلى حيله و هي أن يدفن الحصان حيا فيها فهو في كلا الحالات ميت ولا جدوى منه، وبهذا يتخلص أيضا من هذه البئر التي شح ماؤها، أخذ الفلاح معوله و بدأ يهيل التراب في البئر، كان هذا قرار الفلاح و خطته لمصير الحصان، لكن الحصان العجوز كانت لديه خططه، فقد قرر عدم الإستسلام لمصيره، قرر المقاومة و التمسك بالحياة، و حيث أنه لم يكن بيده سوى الأداة التي استخدمها الفلاح للقضاء عليه، هداه خياله بأن يستخدم ذات السلاح للنجاة، فكان كلما ألقى الفلاح بحفنة تراب نفضها الحصان عن نفسه و يأخذ خطوة للأعلى على كومة التراب التي بدأت ترتفع شيئا فشيئا، إلى أن خرج رأسه من البئر، ولم يكن الفلاح قد نظر حتى تلك اللحظة إلى قعر البئر حتى تفاجأ برأس الحصان يخرج له شامخا من تحت أنقاض التراب التي كان يلقيها.
في حياة كل منا فلاحا صغيرا، أخذ على عاتقه تحديد مصائرنا، و منعنا من الوصول للقمة بالقاء كافة العراقيل و المحبطات في طريقنا للقمة، هناك من يستسلم لكومة التراب إلى أن يجد نفسه مغطى بالإحباطات و الفشل في كل مكان، و هناك من تأبى له نفسه أن يحدد مصيره سواه، فينتفض فوق المحبطات و شيئا فشيئا يعتلي حتى يصل القمة، المحبطات هذه قد تتخذ أشكالا عدة في حياة كل منا، من ضمنها الأفراد السلبين، و الخوف و عدم الثقة بالنفس، إلى التسويف و التردد و ضعف الإرادة.
لكن مهما بدت هذه الأكوام من المحبطات كبيرة فهي في النهاية لا تتعدى حفنة من التراب إن اخذناها خطوة خطوة دون أن نسمح لها بالتراكم حتى تدفننا في القاع.......
هناك 3 تعليقات:
سلام عليكم..
يبقى التعلق بالحياة حافز للبقاء بأحسن الاحوال في اسوء الظروف قسوة.
من يفهم الحياة بشكل صحيح ويقدر قيمتها وقيمة وجود لا يستسلم ابداً لليأس، للاسف الكثير منا فهمه للحياة فقط رغد العيش والمتعة ، حياة كل منا رسالة وامانة يؤديها وفق شروط موجدها . نحتاج الى ثقافة حياة حقيقية وقليل من يوفق لها.
حتى بأذن الله بدرس جديد كونوا بأمل وأمل الخير
صباحك رضا و بركة اخي علي موسى، نعم هي كذلك حياتنا أمانة علينا أن نقضيها في ما يرضي رب العالمين، ولا نسمح لأحد أن يسيرها كما يشاء...شاكرة لك جدا جميل متابعتك دائما
صباحك رضا و بركة اخي علي موسى، نعم هي كذلك حياتنا أمانة علينا أن نقضيها في ما يرضي رب العالمين، ولا نسمح لأحد أن يسيرها كما يشاء...شاكرة لك جدا جميل متابعتك دائما
إرسال تعليق